
في العراق، تواجه شبكة الكهرباء الوطنية مشكلات كبيرة تؤدي إلى انقطاعات متكررة. تتسبب ضعف بنية الشبكة وفقدان 40–50% من الطاقة المنتَجة في عدم وصول الكهرباء إلا لحوالي 6 ساعات في اليوم للعديد من المنازل. هذه الانقطاعات اليومية تزيد المعاناة خاصةً في الصيف الحار حيث يمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 40°C. لذلك يلجأ الكثير من العراقيين إلى حلول طاقة بديلة مثل الطاقة الشمسية خارج الشبكة. لتكون هذه الحلول فعالة، تصبح بطاريات تخزين الطاقة الشمسية ضرورية، إذ تتيح لك الاحتفاظ بكهرباء النهار لاستخدامها أثناء الليل أو عند انقطاع التيار. في جميع الأحوال، علينا أن نعرف كيفية العيش خارج الشبكة في العراق: أهمية تخزين الطاقة الشمسية في البطاريات .

العيش خارج الشبكة في العراق: أهمية تخزين الطاقة الشمسية في البطاريات
حالة شبكة الكهرباء والتغيرات الموسمية في العراق
تختلف ساعات سطوع الشمس في العراق بشكل كبير بين الصيف والشتاء. ففي بغداد مثلاً تصل أيام الصيف إلى حوالي 14 ساعة من ضوء الشمس، بينما تنخفض إلى حوالي 10 ساعات في الشتاء. هذا يعني أن طول الليل في الشتاء قد يقترب من 15 ساعة. كمية الطاقة التي تولّدها الألواح الشمسية تعتمد على طول النهار، وبالتالي قد تكون طاقة الشمس في الشتاء أقل. بالإضافة إلى ذلك، الغبار والعواصف الرملية قد تخفض مؤقتًا من كفاءة الألواح. لذا، من المهم تخزين فائض الطاقة النهارية للاستخدام لاحقاً خصوصاً في أشهر الشتاء. بناءًا على ذلك علينا أن نعرف أنواع البطاريات الشائعة، كما أيضًا أنواع البطارية المناسبة لاستعمالك.
أنواع البطاريات الشائعة
توجد عدة أنواع رئيسية من بطاريات الطاقة الشمسية، وأكثرها شيوعاً للاستخدام المنزلي:

بطاريات الرصاص الحمضية (AGM وGel):
هذا النوع تقليدي ورخيص نسبياً. بطاريات AGM وGel من بطاريات الرصاص المغلقة الصيانة. فهي لا تحتاج إلى إضافة ماء أو صيانة دورية. بطاريات الجل تتحمل التفريغ العميق بشكل جيد ومقاومة للصدمات لكن تكلفتها أعلى. بطاريات AGM أيضاً موثوقة وتعمل بشكل جيد في البرد، لكنها لديها عمر افتراضي أقصر (400-500 دورة شحن تقريباً). بوجه عام، بطاريات الرصاص الحمضية ثقيلة وتقبل شحن جزئي محدود؛ فإذا فرغت البطارية أكثر من 50% بشكل متكرر يمكن أن يسبب تآكلها بسرعة.
بطاريات الليثيوم أيون (Lithium-Ion)
وخاصة ليثيوم فوسفات الحديد: هذه التقنية أحدث وأكثر تكلفة. تتميز بنطاق طاقة أعلى بكثير مقابل الوزن والحجم، وتخزين طاقة أكبر (كثافة طاقة عالية). بطاريات الليثيوم تدوم سنوات طويلة جداً (غالباً 3000–5000 دورة شحن) دون فقد كبير في السعة، وتسمح بتفريغ 80–90% من طاقتها دون ضرر. كما أنها صيانة منخفضة جداً ولا تتعرض للتسرب الكيميائي، لكنها تحتاج نظام إدارة بطارية متطور للحماية من الشحن الزائد أو الحرارة العالية.


بطاريات النيكل كادميوم : نادرة الاستخدام في المنازل. متينة في الظروف القاسية وتتحمل الحرارة والبرودة جداً، لكنها باهظة الثمن وموادها سامة (الكادميوم)، لذا نادراً ما تُختار للاستخدام المنزلي.
الخلاصة، بطاريات الرصاص (AGM/جل) أرخص تكلفة أولية لكن عمرها الافتراضي أقل وتحتاج إلى استبدال متكرر، بينما بطاريات الليثيوم أغلى سعرًا لكنها أخف وزناً وأكثر دواما طويلاً. عند اختيار البطارية، يعتمد الأمر على ميزانية الأسرة والسعة المطلوبة وحجم المكان.
السعة والكلفة والمتانة
عند اختيار البطارية، ننظر إلى ثلاث خصائص مهمة: سعتها (القدرة المخزنة)، عمرها المتوقع، والتكلفة. سعة البطارية تُقاس بوحدة الكيلوواط-ساعة (kWh) أو الأمبير-ساعة (Ah)، وهي تحدد كم من الوقت يمكن للبطارية تزويدنا بالطاقة. بطارية بسعة أكبر تخزن طاقة أكثر وتشغل الأجهزة لمدة أطول في فترة انقطاع التيار.
بطاريات الليثيوم-فوسفات لها تكاليف أولية أعلى بكثير من الرصاصيّة، لكنها توفر طاقة أكبر على المدى الطويل. مثلاً، بطارية الليثيوم-فوسفات قد تستمر نحو 3,000–5,000 دورة شحن (أي ما يعادل أكثر من 10 سنوات من الاستخدام اليومي)، بينما بطارية AGM أو جل قد تنهي عملها بعد حوالي 600–1,000 دورة. ولو أخذنا بعين الاعتبار مدة العمر الكلي لكل كيلوواط-ساعة مُخزّن (التكلفة على مدى سنوات)، فإن البطاريات الليثيوم قد تكون أكثر اقتصادية حتى مع سعرها العالي.
بطاريات الجل والـAGM أرخص مبدئياً ولكنها ستحتاج استبدالاً متكرراً كل 3–5 سنوات تقريباً. البطاريات الرصاصيّة كذلك أثقل حجماً، وقد يتطلب تركيب حوامل خاصة لها. بالمقابل، بطاريات الليثيوم أخف ولا تحتاج أماكن كبيرة. يجب أيضاً مراعاة درجة حرارة التخزين؛ بطاريات الليثيوم الحديثة تتحمل درجات حرارة تصل إلى 50–55°C بشكل آمن، مما يناسب المناخ العراقي الحار.
بطاريات الليثيوم أقل عرضة للتلف إذا شُحنت جزئياً بشكل مستمر؛ بينما بطاريات الرصاص تُفضّل الشحن الكامل بعد التفريغ لتجنب فقد السعة. في النهاية، التكلفة الإجمالية على المدى الطويل تعتمد على العمر وعدد الدورات. بطارية الليثيوم قد تكلف أكثر في البداية، لكنها توفر آلاف ساعات تشغيل قبل الاستبدال. بطاريات الرصاص قد تبدو رخيصة الآن، لكنها قد تزداد كلفتها بسبب الاستبدال الدوري وخسارة الطاقة.
الخلاصة
البطاريات الشمسية هي قلب أي نظام طاقة شمسية خارج الشبكة. فهي تسمح للعائلة العراقية بالاعتماد على الطاقة الشمسية بشكل مستقل عن الشبكة المتقلبة، وتضمن إمداد الطاقة ليلاً أو أثناء انقطاع التيار. عند التخطيط لنظام خارج الشبكة في العراق، يجب اختيار بطاريات تتناسب مع الطقس الحار وظروف الاستخدام. بطاريات الليثيوم–فوسفات تمثل خياراً قوياً وطويل الأمد لو كانت الميزانية تسمح، لأنها تخزن طاقة أكثر وتعيش أطول دون صيانة. أما بطاريات الرصاص الحمضية (AGM/جل) فهي أرخص مبدئياً ومناسبة للأماكن ذات المساحة المحدودة، لكنها تتطلب استبدالاً وصيانة دورية.
في جميع الأحوال، يجب حساب الاحتياجات اليومية (عدد الأجهزة وساعات التشغيل) ثم اختيار بطاريات ذات سعة كافية لتغطية الليل والفترات المشمسة الأقل. إن الاستثمار في بطارية جيدة النوعية سيعزز بشكل كبير من استقرار الطاقة والراحة في المنزل العراقي، ويفتح طريق العيش خارج الشبكة بثقة وكفاءة.
أخيرًا، تأكد من زيارة موقع أور
تواصل مع فريق AQWA POWER اليوم لبدء عالم جديد من العيش خارج الشبكة في العراق!
اقرأ أيضًا:
5 فوائد تركيب ألواح الطاقة الشمسية في المنازل في بغداد
كيف تساهم الألواح الشمسية في مستقبل الطاقة ببغداد